كيف تتعامل الام مع ابنها المراهق ؟؟

كيف اتعامل مع ابني المراهق

عزيزتي الأم :
ابنك في نهايات مرحلة المراهقة وهي سنوات حافلة بالتمرد والعناد، من أجل تحقيق الاستقلالية الفردية و إثبات الذات، فالانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، انتقال يجهد المراهق ذهنيا ونفسيا وجسمانياً، ويجب أن يحاط الطفل في السنوات الأولى للمراهقة بالرعاية الودودة والاهتمام الإيجابي وفق مبدأ الاحترام المتبادل ، وتقدير خصوصية المراهق ورغبته في تقدير الذات وإثباتها لنفسه أولا ثم للآخرين.



عزيزتي الأم :
إن الأساليب الوالدية التي يتعامل بها الوالدين مع المراهق تدفع بالمراهق إلى أحد طريقين :

الطريق الأول : أن يتجه نحو الخنوع وقبول كل ما يملى عليه وهذا ينتج مع شخصية المراهق الذي تربى على الخنوع والخوف وكانت شخصيته تتماشى مع تلك السمات في طفولته.
الطريق الثاني :  أن يتجه نحو التمرد وإثبات الذات بطريقة العناد ورفض الاملاءات الوالدية، وهذا الطريق يعبر عن مرحلة المراهقة بكل متغيراتها سواء النفسية التي تتضمن رغبة المراهق في إثبات الذات والسعي لانتزاع الحق في الاحترام والاستقلالية وتقدير الذات، أو اجتماعية وتتضمن مطالب الحرية في الاختيارات الاجتماعية كإختيار الشركاء في الصداقة أو الحب، أو اختيار التخصص العلمي أو نوع الكلية التي سينتمي إليها. ومن ناحية شخصية في الرغبة في شكل معين أو ارتداء ملابس بعينها دون الأخرى، وهذا الطريق يسلك اتجاهين الأتجاه الأول سلبي : حيث يتعدى العناد حدود اللباقة في حوار الوالدين.
والاتجاه الثاني ايجابي : حيث يسخر العناد والتمرد بصورة لائقة لا تجرح مشاعر الوالدين وتفاقم غضبهما .

وكلا الطريقين والاتجاهين لا يلام الطفل على سلوكياتهما، لأن تلك السلوكيات نتجت عن التنشأة الاجتماعية التي تربى عليها الطفل في مرحلة الطفولة، أي أبنائنا نتاج ما ندربهم عليه في مرحلة الطفولة ، وأن لكل مرحلة استحقاقاتها الأسرية والإجتماعية وإذا لم يتلقى الطفل تلك الاستحقاقات حدث الخلل في وسائل الاتصال ما بين الطفل أو الابن والسلطة الوالدية.
لذلك علينا التمعن في مواجهة احتياجات المراهق برعاية ايجابية واهتمام يستند على مبدأ احترام الفرد كإنسان له كيانه الخاص وكيانة الاجتماعي المشترك مع الوالدين والمجتمع.

ثانياً : المراهق والتخطيط للمستقبل :
يخطط المراهقون للمستقبل في حالة تربوية واحدة وهي إن تمتعت حياتهم بالقدوة الحسنة، والاهتمام الإيجابي بالأجواء الأسرية، على الأقل من أي طرف من أطراف الرعاية الأسرية أي من الأب أو الأم فغياب طرف لا يشكل خلل كبير في طموح المراهق إذا تدرب المراهق على تحمل المسؤولية الاجتماعية وتفهم مشاعر الآخرين .

علينا أن نقدم القدوة لأطفالنا قبل أن ننعتهم بالمستهترين أو نتهمهم بأنهم لا يسعون للتخطيط للمستقبل فسيكلوجية الإنسان قائمة على أن يتعلم القواعد الأساسية للحياة الناجحة في طفولته وأن يبدأ ليتدرب على ممارستها واقعيا في مراهقته ليثبت ذاته، ويطورها بعد مرحلة المراهقة لتصل للنضج، فالله عز وجل خلق فينا فطرة التعلم وتطوير الذات والسعي لتحقيقها بالفطرة، والظروف البيئية خاصة الأسرية تلعب دوراً كبيراً في بناء تلك المنظومة من أجل شخصية ايجابية ناجحة.

ثالثا : مقترحات تربوية من أجل حوار تربوي مع المراهق:

من أجل حوار تربوي مع المراهق عليك أن تراعي :

1.    تفهمي احتياجات ابنك المراهق بصورة علمية أي أن تبحثي عن المعرفة حول تلك الاحتياجات كي تستطيعي تقدير الموقف الذي يكون فيه ابنك، هذا التقدير يعتبره المراهق فهماً حقيقياً للمتاهات التي يعيشها بدائرة مفرغة ويشعر أن من حولة يهتمون به ويساندوه ، ليس ضده ويقابلون كل ما يطرح بالرفض فقط.
2.    قدمي لطفلك قدوة حسنة في السلوك والتفكير والوجدان تلك القدوة تجعل حياة طفلك مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة.
3.    استخدمي الحزم ولا تستخدمي القسوة ، أحيانا نقسوا على أبنائنا دون أن نشعر وتبرز تلك القسوة في ملامح وجوهنا أو ردود فعلنا الغاضبة فقط لأن هؤلاء الأبناء لا يلبون مستوى جيد من الرضا في أنفسنا، وهذا تربوياً خاطئ، علينا أن نتقبل أبنائنا كما هم بإمكانياتهم وطاقاتهم الممكنة، وعلينا بدلاً من محاسبتهم والقسوة بشأن أمورهم علينا أن نوضح لهم حدود إمكانياتنا المادية والاجتماعية والثقافية كي لا يتخطوها اقتناعاً ليس رهبة.
4.    اعتمدي أسلوب الحوار مع ابنك بصيغة التبادلية والأخذ والعطاء لا بصورة الأوامر والنواهي تلك الصيغة الفوقية التي تشعر المراهق بعدم تقدير الذات
وبالإهانة.
5.    ابتعدي عن مناقشة الأمور مع مراهقك وقت الغضب، لأن الانفعالات الحادة تجعل التفكير والوجدان في حالة مغلقة لا تستقبل أي نقاش أو اقتراح أو
نصيحة.
6.    حل مشكلات المراهقين لا تأتي إلا بالمصاحبة وهو حل تربوي نصت علية الدراسات التربوية وأمر به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلم عندما أمرنا أن
نصاحب أبنائنا في تلك المرحلة ليشعر الابن أن والديه قريبين منه كمصاحبة رفاقه، وأنهم يريدون مصلحته في المقام الأول والأخير.
7.    امنحي ابنك بعض الخصوصية في هذه المرحلة كأن تعطيه مصروفة بشكل شهري وهذا أفضل من أن يأخد مصروفة بشكل يومي فهو كائن إنساني وصل لمرحلة زمنية تحتاج للشعور بالاستقلالية والانتماء الاجتماعي معاً ، والانتماء لن يتحقق عند المراهق إلا من خلال الاهتمام الإيجابي من قبل الوالدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة