أبي مصطفى محمود .. الحلقة الاولى

تم نشر مؤخرا قصة حياة الراحل مصطفى محمود من قبل ابنته أمل 

الحلقة الأولى :
المفكر والكاتب الكبير د. مصطفى محمود أحد رموز هذا الوطن وصاحب التجارب المتميزة والثرية على المستوى الفكرى والثقافى والإنسانى والتى كانت مجلة صباح الخير على مدى سنوات طويلة منبرا لمعاركه الفكرية والثقافية كواحد من أصحاب القلوب الشابة والعقول المتفتحة منذ بداياتها.
...
أمل ابنة الراحل العظيم اختارت مجلة صباح الخير وتحت عنوان «أبى.. مصطفى محمود» القصة الكاملة والحقيقية عن من كان يملأ دنياها كأب وصديق وابن بل وأغلى إنسان لديها.. د. مصطفى محمود.. وكيف امتد تأثيره إلى مصر والعالم العربى كله.
وقد اختصت «أمل» مجلة صباح الخير وحدها بهذا الانفراد رغم كل الإغراءات احتراما وتقديرا لخصوصية وحميمية العلاقة التى جمعت بين صباح الخير وأستاذنا مصطفى محمود والتى بدأت فى أوائل الستينيات من القرن الماضى.
وها نحن ابتداء من هذا اليوم سنبدأ فى نشر مذكرات د. مصطفى محمود التى تكتبها ابنته عن الأب والمفكر والإنسان ومجموعة من الصور الخاصة التى تنشر لأول مرة.
«صباح الخير»
لقد رحل عنى أغلى إنسان لى فى هذه الدنيا، فبرغم كل المعاناة مع المرض إلا أنه كان يملأ دنياى فكان لى الأب الحنون والصديق الحكيم والابن المدلل.
ألملم جراحى مع كل شىء يخص أبى، ويذكرنى به.. أقلامه ونظارته أول هاتف جوال اشتراه.. العود.. الكرسى الهزاز.. أو كرسى التأليف كما يطلق عليه.. مجموعة كبيرة من الصور لجميع مراحل عمره فى الطفولة والشباب والنضج مروراً بالمرض والعزلة فى عيد ميلاده الأخير الذى اقتصر على الأسرة فقط، أنا وابناى محمود وأحمد وابنا أخى أدهم مصطفى وممدوح.
هل سأستطيع أن أمسك بالقلم لأسجل الذكريات وأنا وحيدة، وأنت لست بجوارى يا أبى الحبيب تساندنى وتطمئننى أو حتى تنقدنى.. تنهرنى تسخر منى بضحكتك البريئة، تغلبنى الدموع وترتعش أصابعى وقلبى ينبض بشدة ويسقط القلم، ولكن يجب أن أنتصر على ضعفى، فأنا أسجل أحداث أعز الناس أبى وما تنطوى عليه من أحلام وآلام، وأحياناً طرائف تذكر لأول مرة إذ لا يعلمها إلا أبطال الأحداث.
يدفعنى الحنين للتقرب من كل إنسان أحبه.. صادقه.. وثق به، وجدتنى أسأل أمى كيف تم اللقاء الأول؟ ومتى ألقى الحب سهامه؟ هل كان من أول نظرة؟ أم من أول كلمة؟
لأدخل فى سرداب الذكريات الذى أغلقته أمى سنين طويلة، لأزداد قرباً منه، فمجرد تناول سيرته تحتوينى ولا أشعر بالوحدة وأحس بالأمان والألفة.
البداية كانت مكالمة تليفونية
أبى المؤلف الطبيب الشاب فى بداية العقد الرابع من العمر صحفى وله عدة مؤلفات، منها «أكل عيش» «الله والإنسان» و«عنبر 7» و«المستحيل»، ويعمل بمؤسسة «روزاليوسف» ويحل مشاكل القراء فى باب «اعترفوا لى» بمجلة «صباح الخير»، وكان هذا فى منتصف عام 1961، فوالدى من الجيل الأول الذى عمل فى هذه المؤسسة العريقة فى ظل قيادة السيدة الفاضلة فاطمة اليوسف أو روزاليوسف وابنها الكاتب الكبير الأستاذ إحسان عبدالقدوس.
وأمى تلميذة بالمرحلة الثانوية تعانى من مشكلة ما، فتقرر أمى أن تشرك إحدى قريباتها فى المشكلة لتستنير برؤيتها فهى أكبر سناً وأتمت تعليمها الجامعى وتعمل.
ويلعب القدر لعبته فزوج هذه القريبة زميل والدى فى كلية الطب، فإذا بها تقول لأمى د. مصطفى محمود صديق زوجى وزميله صحفى مرموق الآن، ومتخصص فى هذه النوعية من المشاكل وأعطتها رقم هاتفه وبدأ الحوار وبدأ الحب ودقات القلب.. وأطلق كيوبيد سهامه فى قلب والدى وتمنى رؤية صاحبة الصوت الذى أسر قلبه، وبعد محاولات عديدة وإلحاح منه رآها فى الصيدلية التى خلف منزلها، فهى تقطن شارع مراد بالجيزة وأبى ميدان الجيزة بجوار الصيدلية، وبمجرد أن شاهدها اهتز قلب عدو الزواج ورافع لواء العزوبية والحرية، وقال لن تكونى إلا لى، وبدأت مراسم الزواج العائلية من خطبة وقراءة فاتحة وشبكة وتعارف بين العائلتين.
وعلى فكرة أريد أن أنوه أن هناك شاهداً آخر على هذه الأحداث، وأيضاً ينتمى للرعيل الأول الذى عمل بمؤسسة «روزاليوسف» وكان جاره فى الجيزة وهو الصحفى اللامع المرموق صاحب القلم الصدوق والقلب الكبير أستاذ لويس جريس، نعود لأبى الذى عثر على فتاة أحلامه أخيراً وتمت الخطبة ولكن الفيلسوف العاشق لم يكتف بالخطبة، وأراد الإسراع بإتمام عقد القران، وكان هذا فى الشهر العاشر 1961 وتعجبت أمى.. لم العجلة؟! وبيت الزوجية لم يتم الانتهاء منه بعد، فإذا بالرد أعجب من العجب وهذا دأب الفلاسفة، فقال لها أنا مريض وفى حاجة لجراحة عاجلة بالمعدة، وغالباً ورم خبيث، أى لن أعيش طويلاً وربما لن أخرج من غرفة العمليات، وأنا لا أريد أن أموت إلا وأنا زوجك أم تخافين أن تصبحى أرملة صغيرة؟! فما كان من أمى إلا أن قاطعته بقولها إن شاء الله سوف تعيش وترزق بالبنات والبنين.
وهذه الكلمات القاسية نتاج لمعاناة طويلة مع المرض منذ الطفولة، جعلته يشعر أنه فى سباق دائم مع الموت، وقبل لقائه بأمى بعدة سنوات عانى كثيراً من آلام مبرحة فى المعدة حرمت عليه جميع أنواع الطعام عدا السمك البورى المشوى، والموز والتفاح، حتى الأرز والعيش يؤلماه ومن المحرمات.
وأتوقف هنا لحظة لأسبق القارئ وأسأل أمى: بعد سماعك هذه الكلمات من أبى ألم تخافى وتتراجعى عن قرارك بالارتباط؟ فردت: كلا، فقد كان حبه استولى على كل كيانى ومشاعرى منذ كان يؤلف الشعر باسمى ويشدوه بصوته العذب، أى كان قيس القرن الـ 20 وأمى رومانسية جداً بطبيعتها، وهذه سمة الجيل الذى تربى على أغانى فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، فكان هناك فكر سائد بين الفتيات فى هذا الجيل أن الحب دائماً ينتصر فى النهاية، ويتغلب على كل الصعاب ويصنع المعجزات.. ونظرة على الأعمال الدرامية فى هذه الفترة الزمنية تجعلنا نفهم فلسفة هذا الجيل، ولفك الشفرة الإنسانية لأبى يجب أن نلقى الضوء على حياته العائلية. أما جدى لأبى فهو الشريف محمود حسين هديب محفوظ من آل البيت حيث يمتد نسبه للإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه ولديه اثنان من الأبناء قبل أن يتزوج جدتى وهما حسن واعتدال محمود حسين محفوظ.
أما جدتى زنوبة الحكيم فلها ثلاثة أبناء من زوجين سابقين البنت الكبرى عمتى ذكية حامد الجندى ومحمد وحلمى مراد وبعد زواجهما رزقا بعمى مختار مهندس ثم والدى وهو آخر العنقود، أى أربعة إخوة من الأب وثلاثة من الأم، أتم أبى تعليمه الثانوى بطنطا وسافر لدراسة الطب بقصر العينى بصحبة أمه وأخته الكبرى الحاجة ذكية الجندى وكان يسكن بجوار الأهرامات، عمل بالصحافة وتخرج فى الطب.. وبعد وفاة الأم انتقل لسكن آخر فى ميدان الجيزة مع أخته، وأتعجب كيف لا يذكر جدى محمود كأهم شخصية مؤثرة فى حياة أبى، فقد كان ملهمه وقدوته.. وقد سمى الجامع باسمه جامع محمود، فهو شخصية نادرة فى الطيبة والتقوى والمثالية بشهادة الجميع، وأقصد بالجميع هنا عمتى ذكية على سبيل المثال، فهى ليست ابنته، ومع ذلك تقول لم أر إنساناً بتقواه فى حياتى.
منذ كان موظفاً بسيطاً وبرغم ضعف راتبه يقتطع جزءاً كبيراً منه، ويذهب للفقراء من الأقارب والمعارف فى طنطا مشياً على الأقدام مخصصاً شهرية لكل منهم تعينهم على الحياة، فضرب أكبر مثل وقدوة فى العمل الصالح صادق.. حنون.. صبور، لم ينهر أولاده أو يعاقب عقاباً جسدياً قط.. دائماً ينصح.. ويدعو الله بالهداية والتوفيق لهم ولكل المسلمين.
ونعود لأبى الذى تم له ما أراد أى عقد القران مع تأجيل الدخلة عدة أشهر حتى يتعافى من العملية، ويتم الانتهاء من عش الزوجية وذهب أبى لإجراء العملية بعد ثلاثة أيام فقط من عقد القران، وكانت أمى بجواره ولأول مرة ترى المشاهير من رجال الإعلام والصحافة وأهل الفن منذ زاره فى المستشفى فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب ونجاة الصغيرة وكامل الشناوى وإحسان عبدالقدوس وغيرهم.
ومن طرائف أو مقالب كامل الشناوى التى اشتهر بها فى هذا الوقت، وكان أول من زار أبى بعد الخروج من غرفة العمليات ورأى والدتى بجواره، فذهب لأصدقائه وأولهم الموسيقار محمد عبدالوهاب ليعلن سراً خطيراً، وهو أن مصطفى محمود أى درش كما يطلقون عليه متزوج سراً من أيام الجامعة، ولديه ابنة وهى بجواره الآن يداعبها ويشترى لها الحلوى، فصدق الأصدقاء وذهبوا للاطمئنان على درش ومعهم هديتان واحدة له لخروجه سالماً وحلوى لابنته، وهم يعاتبونه كده تخبى علينا إن عندك بنوتة حلوة كده؟! صعق أبى من هول المفاجأة وقال: هذه زوجتى وعقدنا القران منذ أيام، فضحك الأصدقاء وأدرك أبى أنه وقع ضحية مقلب من مقالب كامل الشناوى.
خرج أبى من المستشفى وبعد عدة أشهر انتقل إلى شقة الزوجية بالدقى أمام وزارة الزراعة.. وكان هذا فى بداية عام 1962، وقد كان أبى معترضا على الشقة لارتفاع قيمتها الإيجارية 25 جنيهاً ولكن أمى شجعته وطمأنته أن اللجنة الإيجارية سوف تخفضها وفعلاً تم التخفيض وصارت القيمة الشهرية 16 جنيها.
وتدخل مع أبى عش الزوجية أول غرفة على اليمين بها بلكونة وهى غرفة عمتى زكية الجندى وعلى الشمال المطبخ والحمام الصغير ثم صالون وسفرة وغرفة أبى بها بلكونة أيضاً، وتحتوى على تليفزيون أبيض وأسود وجهاز تسجيل وكنبة ستوديو يقضى عليها معظم الوقت، فهو يقوم بالتأليف وهو مستلقٍ عليها، وفى يده أردواز خشب وبعض الورق اتنين بف من خان الخليلى لمن يجلس بجواره، وغرفة أمى أى ثلاث غرف وصالة ومازالت محتفظة بالكنبة الاستوديو التى شهدت ميلاد معظم كتبه ومسرحياته وتحمل ذكرياته.
ساعد الاستقرار العاطفى على بزوغ موهبته، وباع أبى رواية «المستحيل» لتتحول لفيلم سينمائى واشترى أول سيارة 300,1 وكنت مازلت جنيناً فى رحم أمى.
والرواية ذات طابع وجدانى تعكس معاناة داخلية للبطل الذى يرفض واقعه.. الزوجة والعمل ويبحث عن ذاته من خلال علاقته بالآخرين، قرأها مخرج شاب درس فى أوروبا وأصر على إخراجها فى أول تجربة له، وهو المخرج الكبير الراحل حسين كمال وبطولة الفنان كمال الشناوى والفنانة سناء جميل ونادية لطفى وصلاح منصور وكريمة مختار.
وبدأ أبى أخيراً ينعم بالاستقرار ويجنى ثمرات النجاح، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. فبحكم عمل والدى الصحفى وعشقه لجميع أنواع الفنون ويتابع جميع الأعمال المسرحية والسينمائية شاهد فيلم «محاكمات نور ميبرج» وكتب نقداً عن شخصية الديكتاتور النازى هتلر، ومدى استبداده، وجاء المقال مصاحباً لرسم للفنان رجائى عبارة عن صور صغيرة تمثل الشعب المصرى ومعهم صورة صغيرة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر فصدرت الأوامر بوقف أبى عن الكتابة.
والغريب أنه أخفى الأمر على والدتى حتى لا تنزعج وساعد على ذلك جلوسه الدائم بالمنزل بحكم عمله للكتابة والتأليف، حتى علمت بالصدفة من بعض المعارف.. وحاول أبى طمأنتها فهو مؤلف وطبيب وأوصاها فى حالة اعتقاله، ولم يعد أن تبيع مسرحياته تباعاً وليس مرة واحدة حتى تستطيع أن تجد ما يوفر لها حياة كريمة.
ففى فترة الوقف التى لم تتجاوز ثلاثة أشهر كتب أبى ثلاث مسرحيات هى «الإنسان والظل» و«الزلزال» و«الإسكندر الأكبر».
الإنسان والظل مسرحية من فصلين وهى دعوة للحب والعودة للمشاعر والعواطف فى حياتنا، وبها اتهام وإدانة للقانون والأعراف الاجتماعية وكيف أن القانون ق
اصر عن تحقيق العدالة ونشر الرحمة على الأرض، إذ لا عدل ولا رحمة إلا العدل والرحمة الإلهية. مسرحية الزلزال يدين فيها مادية العالم وكيف يتكالب البشر على جمع المال والمتعة، حتى يأتى الزلزال ويظن الأبطال أنهم مقبلون على الآخرة، ليبدأوا فى اكتشاف الوهم الذى كانوا يلهثون وراءه.
الإسكندر الأكبر الفاتح الشاب الذى خلص المصريين من الفرس دخل مصر إنساناً وخرج فرعوناً، وابن إله يقتل أصدقاءه من قادة مخلصين ويشعل الحروب، فالشعب هو الذى حول الزعيم الفاتح إلى إله فتحول لقاتل ظالم.
وقد وقف بجانبه فى هذه المحنة الشاعر كامل الشناوى والموسيقار محمد عبدالوهاب، وبذلا جهداً جباراً ومحاولات ومقابلات للرئيس شخصياً ولهيكل حتى صدر العفو وعاد أبى للكتابة من جديد، واتسمت هذه المرحلة بالتوهج الفنى والفكرى والأدبى فى جميع فروعه من مسرح وسينما وأدب رحلات مثل كتاب «الغابة» و«مغامرة فى الصحراء»، وتوطدت علاقته بالوسط الفنى والإعلامى حتى أن سبوعى كان يضم ممدوح الليثى والموسيقار محمد عبدالوهاب الذى بارك لأبى وقال له أنا سعيد أنك رزقت ببنات مثلى وأهدانى أسورة وحلقاً من ذهب هدية السبوع.
وتبادل أبى الدعوات المنزلية على العشاء مع أهل الفن، مثل عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى والفنانة شادية ونجاة الصغيرة والشاعر الساخر صلاح جاهين، والفنانة سناء جميل والأستاذ لويس جريس الكاتب السياسى الموهوب رفيق الكفاح لوالدى وأحمد بهاء الدين والشاعر كامل الشناوى.. فقد كان خليطاً من خفة الظل والمقالب والقلب الأبيض والجدعنة، كما فهمت من أمى وطبعاً موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فقد كان يحب كامل الشناوى جداً إذ جمعهما حب النكت والقفشات وخفة الظل وطيبة القلب، وكان والدى محباً لجميع أنواع الفنون على رأسها الموسيقى والرسم لذا توطدت علاقته بعدد كبير من الرسامين المشاهير فى ذلك الوقت منهم يوسف فرنسيس وزوجته وجمال كامل وزوجته وبيكار وزوجته وجورج بهجورى ورجائى، وقام الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس باحتفال صغير فى منزله لدعوة أصدقائه وزملائه حديثى الزواج مثل الكاتب الصحفى فتحى غانم وزوجته وأمى وأبى ولويس جريس والفنانة سناء جميل والفنانة الكبيرة فاتن حمامة وعمرو الشريف وصالح سليم ومجموعة كبيرة من المشاهير من رجال الفن والإعلام.
وأشادت أمى بطيبة ورقة وتواضع أسرة الأستاذ الكبير إحسان عبدالقدوس.. وبدلاً من أن تشعر بالرهبة والغربة بين هذه الكوكبة من رجال الفن والإعلام شعرت بالألفة والأمان، وقالت: الأستاذ إحسان عبدالقدوس إنسان راق جداً فى التعامل.. صريح وطيب القلب، وتبتسم أمى، وتعود بالذكريات فتقول: على فكرة والدك داخله طفل يعشق الجرى واللعب والانطلاق فكنا نعود من المسرح ليلاً لمنزلنا بالدقى ويقول لها الشارع هادى تيجى نتسابق، فأنا سوف أسبقك وفعلاً يتسابقان فى شارع فينى بجوار السفارات ويفوز والدى طبعاً فهو سريع الخطوة، وكان يسبقنى أنا شخصياً فى المشى والجرى حتى أوائل الثمانينيات.
وتتذكر أمى فتقول: والدك عاشق للمسرح، فلم يترك عملا مسرحيًّا فى المسرح القومى ومسرح الطليعة إلا وذهبنا إليه وتعرفت على أكبر ممثلى المسرح فى هذا الجيل مثل حمدى غيث وعبدالله غيث وسناء جميل وكرم مطاوع والفنان محمود يس فى بداياته وتعرفت على كبار المخرجين مثل المخرج الكبير جلال الشرقاوى وحسن عبدالسلام.
..

من كتاب : أبي لأمل مصطفى محمود

تعليقات

المشاركات الشائعة